مدارس علم النسب
________________________________________
أولاً :
إن الزمان وحدة متكاملة لا يُمكن أن نُجزأها ، فاليوم ، غداً سيصبح الأمس ، والغد سيصير اليوم وإننا نحصد بحاضرنا ما زرعناه بماضينا ، ونقطف ثمرات مستقبلنا بما نقدمه بحاضرنا ، ونحن أبناء الأمس واليوم والغد ولا يمكن أن ننسلخ عن ماضينا فنحن جزء منه نعيش في وجدانه ، وماضي أمتنا هو جذورها الثابتة ، وشجرة بلا جذور لا تُقاوم تحديات الطبيعة ،
ثانياً :
و النسب عند العرب كان وسيكون شمس عروبتهم التي تكتنز بدفئها المشرق روح كيان أمتهم وتُميز سماتهم و ملامحهم التاريخية عبر العصور والأجيال .
هذا هو علم النسب العربي الذي مع الأسف نرى اليوم ،الانتهاك والعبث بأصوله وثوابته باسم العلم والتاريخ والتراث و.... وكأن أهله عرب بائدة.
ثالثاً :
والعرب من برع بالنسب وتفرد به تفوقاً على باقي الأمم الأخرى فوضعوا له :
- مصادر ( مدارس ) علمية و شرعية.
- و أصول .
- و قواعد .
- و مناهج غاية في التعقيد .
- وفوائد عديدة يجهلها اليوم الغالبية العضمى من أهل الضاد ، بجميع انتماءاتهم القطرية و بمختلف مستوياتهم الثقافية وتنوعها .
رابعاً :
و المدارس العربية في علم الأنساب هي :
1- مدرسة المدينة والشام ومن نسابتها :
- الإمام الزهري المتوفي سنة 124هـ .
- و النسابة الضحاك بن عثمان القرشي .
- والنسابة البختري المتوفي سنة 200هـ .
- و النسابة أبو الحسن يحيى العقيقي المتوفي سنة 277هـ . وغيرهم
2- المدرسة العراقية ( في البصرة والكوفة ) ومن روادها :
- النسابة خالد بن طليق وهو أقدم علماء الأنساب في العصر العباسي .
- والنسابة أبو اليقضان وأهم كتبه كتاب : النسب الكبير .
- والنسابة أبو هلال لقيط بن النظر المحاربي المتوفي سنة 190هـ .
- والنسابة عبد الرحمن بن عبده .
- والنسابة هشام بن محمد بن السائب الكلبي وغيره .
3- المدرسة اليمنية ومن روادها :
- النسابة دغفل بن حنظلة السدوسي .
- والنسابة أبو نصر محمد الحنبصي .
وقد وضع العرب مجتمعين نظريتهم المشهورة في علم النسب ، وهي من يجهل أسسها غالبية نُساب هذا الزمان فنراهم في كل واد يهيمون . ويدعون الحقيقة المطلقة فيما ينسبون .
و يرفضون التوجيه والنقد والنصيحة فيما يوثقون .
إن علم النسب العربي يتعرض اليوم للفناء من خلال الابتعاد عن مصادره وأصوله ومناهجه وفوائده العربية
خامساً :
يكتنز النسب بمضمونه الوحدة ولم الشمل و رأب الصدع والافتخار فهو في اللغة يعني: ( القرابة والأصالة والثبات ) . ولذلك كان حرص القبيلة العربية على نسبها واعتزازها به من أهم ميزات حياتها الاجتماعية ، فكل قبيلة كانت ترى مكانتها ومنزلتها الرفيعة مقرونة بعراقة نسبها الذي تفاخر به .
و أخيرا أو د التنويه إلى الملاحظات التالية لمن يود التخصص في علم عربي الصنعة والمنهج و الأصول يُدعى علم النسب العربي :
1- أن يطلع وبدقة متناهية على طبيعة وماهية هذا العلم ، لما فيه من أسرار وخفايا فكلما استوعب سراً منها ازداد جهلاً بعشرات الأسرار والخفايا .
2- ان يستوعب – فهماً - أصول علم الأنساب عند العرب في جاهليتهم واسلامهم .
3- أن يدرس بعمق اتجاهات المدارس العربية المذكورة أعلاه و مقاصدها .
4- ان يفهم نظرياً وعملياً القواعد الأساسية التي تقوم عليها نظرية العرب في علم الأنساب .
5- أن يكون قادراً ببعد البصيرة و اكتناز المعرفة على تتبع انحدار الفصائل والأفخاذ والبطون العمائر والقبائل والتمييز بين ما تشابه فيها بالأسماء والحوادث والأمكنة .
6- أن يتقي الله في كل خطوة يخطوها ولا يجعل من نفسه أداة طيعة رخيصة بيد الآخرين فمن خلال النسب يتحدد : الميراث و محرمات الزواج و الكفاءة بين الناس وصفاء النسل و ....
(منقول بتصرف للفائدة)